الشعـر والنثـر بانواعــــه
*******
أولاً : تعريف الشعــــر
فن أدبي يصور الحياة كما يحسها الشاعر ويعتمد على الإيقاع والعاطفة والخيال .
والشعر يعتبر من أعرق الفنون عند الأمم كلها , وعند العرب يعد الشعر أهم فن أدبي على الإطلاق , حيث سجلوا تراثهم وتجاربهم في الحياة , واعتبروه مجالاً للتعبير عن العواطف و الحوادث التي تحدث على كل المستويات .
ثانياً : خصائص الشعر :
-------------------
هناك عدد من الخصائص التي تميز الشعر عن غيره من سائر الفنون الأخرى وتعطيه الصفات التي نعرفه بها
وهذه الخصائص هي :
ــ الإيقاع . 2ــ الأسلوب الشعري . 3ــ المضمون الوجداني .
1 - الإيقــــــــاع
----------------------
أ ــ تعريفــــه
والمقصود به أن العبارة في الشعر لها نغم منظم وطعم خاص يميزها عن عبارة النثر العادية
مثـــــــــــال :
--------
أنظر إلى هذا البيت لحافظ ابراهيم :
نثروا عليك نوادي الازهار ##### وأتيت أنثر بينهم أشعاري
فلو غيرنا ترتيب الكلمات تغييراً بسيطاً فقلنا :
نثروا نوادي الأزهار عليك ##### وأتيت أنثر أشعاري بينهم .
لتغير طعم البيت بالكلية ولم نعد نحس فيه الطعم الخاص بالشعر والذي نحس به حينما نقرأ البيت قبل التغيير .
ب ــ أقسام الإيقــــاع :
ينقسم الإيقاع إلى قسمين هما :
(( الإيقاع الداخلي )). (( والإيقاع الخارجي )).
الإيقاع الخارجى
ويقصد بهذا النوع من الإيقاع ما يلي :
(( الأوزان )) . (( القوافي )) .
الأوزان :
---------
ويقصد به النظام الذي يحقق للشعر أنغاماً واضحة ومتناسقة .
حيث تتوالى الأصوات المتحركة والساكنة في نسق معين مما يؤدي إلى تشكيل وحدة نغمية هي (( التفعيلة )) ,
ثم تتوالى التفعيلات وفق نظام معين يسمى (( البحر )) مما يؤدي بالتالي إلى تشكيل (( البيت )) الشعري الكامل
القوافــــــي
---------
وهي مقاطع صوتية تأتي آخر كل بيت لتكون نهاية له , وحداً فاصلاً بينه وبين البيت الذي يليه .
ومن قواعد ( القافية ) أن تختتم بحرف موحد في القصيدة كلها يسمى (( الروي )) فتصبح بذلك وحدة نغمية
كاملة تتكرر بانتظام بعد مسافات محددة وتجعل السامع يترقبها ويتشوق إليها , لذلك تعد القافية جزءً مهماً من إيقاع الشعر له جماله وأثره في النفس .
الإيقاع الداخلــي :
--------------
وهو تنغيم يحدث عندما تتوالى بعض الحركات والحروف مثل توالي حروف الصفير (( السين , والصاد )) أو
يتداخل بعض هذه الحروف والحركات مع بعضها الآخر .
وهو ليس له قاعدة تضبطه , وإنما يكشف عنه من خلال الذوق أو من خلال النقاد حينما قومون بتحليل القصيدة .
تعليق على الأوزان و القوافي
--------------------------
استنبط الخليل بن احمد الفراهيدي أوزان الشعر وقوافيه من القصائد الكثيرة التي جمعها ودرسها ونظم قواعدها في
علم سماه (( علم العروض )) .
وخلال تاريخ الأدب العربي الطويل حافظ معظم الشعراء على نظام القصيدة العربية المشهور الوزن والقافية
والروي والتفعيلة .
وقد حاول البعض ومنهم أبو العتاهية الخروج على ذلك ولكن هذا الخروج لم يؤثر شيئاً في ذلك النظام .
وهناك من الشعراء من سعى إلى إضافة تشكيلات جديدة لنظام الوزن والقافية , فصنعوا المزدوجات والمخمسات
والمسمطات , إلا أن تلك التشكيلات لم تنتشر انتشار القصيدة العربية الصحيحة .
وفي الأندلس ظهر شكل جديد وانتشر في البلاد الإسلامية وهو (( الموشح )) وهو نظام شعري يبدل فيه الشاعر قوافيه وعدد تفعيلاته وفق نظام معين .
وقد انتشر الموشح نتيجة في الغالب لتوافقه مع طرق الإنشاد والغناء في تلك العصور .
وفي العصر الحديث ظهرت دعوات متلاحقة للخروج على الأوزان والقوافي في الشعر , وذلك من بعض الفئات التي
درست في الغرب وتأثرت بالأدب الغربي , تبعت ذلك اصوات تنادي بإلغاء الوزن والاكتفاء بوحدة التفعيلة .
وقد ظهرت هذه الدعوات والأصوات نتيجة لما يقال بأن نظام القصيدة العربية الأصلي يقيد الشاعر , وأنه لا بد من إفساح المجال للشاعر لكي يعبر عن إحساسه بحرية بعيداً عن هذه القيود .
وعند التدقيق والنظر بعدل نجد أن هذه الأوزان ليست قيوداً على الشاعر الحقيقي المبدع , وخير شاهد على ذلك هو تاريخنا العربي الأدبي من امرئ القيس إلى الشعراء الحاليين حيث الإبداع من خلال الإيقاع الأصلي الجميل للقصيدة .