من أنبياء بني إسرائيل أماته الله مئة عام ثم بعثه، جدد الدين لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.
نسبه: (عزرا) عزير بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن اخطب بن امريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن اخيمعص بن صدوق بن اخطب بن امريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن ابيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
محتويات
[أخف]
* 1 سيرته
* 2 عزير وفق الوجهة الإسلامية
* 3 الضريح
* 4 المصادر
[عدل] سيرته
مرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل. فأراد الله أن يجدد دينهم، بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها، فبعث الله تعالى إليهم عزيرا.
أمر الله سبحانه وتعالى عزيرا أن يذهب إلى قرية. فذهب إليها فوجدها خرابا، ليس فيها بشر. فوقف متعجبا، كيف يرسله الله إلى قرية خاوية ليس فيها بشر. وقف مستغربا، ينتظر أن يحييها الله وهو واقف! لأنه مبعوث إليها. فأماته الله مئة عام. قبض الله روحه وهو نائم، ثم بعثه. فاستيقظ عزير من نومه.
فأرسل الله له ملكا في صورة بشر: (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ).
فأجاب عزير: (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ). نمت يوما أو جزء من اليوم.
فرد الملك: (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ). ويعقب الملك مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل (فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة، فرآه سليما كما تركه، لم ينتن ولم يتغير طعمه أو ريحه. ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد مات وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ). ويختتم كلامه بأمر عجيب (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه.
يخبرنا المولى بما قاله عزير في هذا الموقف: (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
سبحان الله أي إعجاز هذا.. ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم: هل تعرفون عزيرا؟ قالوا: نعم نعرفه، وقد مات منذ مئة سنة. فقال لهم: أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير.
فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن الله (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ).
[عدل] عزير وفق الوجهة الإسلامية
مما هو شائع في الفكر العبرانى عن عزير أنه ابن الله، وهذا مخالف لآراء المسلمين. فالأستاذ ديفيد واينز (بروفيسور في الدراسات الإسلامية) لا يجد لهذا الإدعاء أي دليل يسنده [1]. ويشاركه الرأي الأستاذ جون كالتنر (بروفيسور في الشؤون المسيحية والإسلامية)، مضيفاً بأنه لا يتوفر دليل على أن يهود المدينة قد حملوا فكرة بنوة عزير [2].
هناك اعتقاد بأن يهود اليمن هم من نسبوا بنوة العزير لله، ويظهر ذلك في إحدى آراء ابن حزم الأندلسي التي تقول بأن هناك بعض من يهود اليمن يعتقدون أن عزيراً ما هو إلا ابن الله (مع أنه لم يعش في اليمن)[3]. ومع ذلك، ليس هناك ما يثبت وجود تلك الفئة من اليهود [4]. علاوة على ذلك، تبدو نظرية ابن حزم شاذة وتحديداً عند الإطلاع على مادة (اليمن) في الموسوعة اليهودية، فيهود اليمن لا يتسمّون باسمه، ويرجع هذا وفقاً لما ورد في رواياتهم من لعن عزرا لهم (أي يهود اليمن) ليصبحوا فقراء لأنهم لم يرحلوا إلى إسرائيل [5]. ومما يزيد تلك النظرية شذوذا،ً ما ورد في كتاب عزرا والمعترف من قبل اليهود من ذِكر اسم والده (سرايا) [6]، وما كان الهدف من ذاك الإدعاء إلا لجعل الإسلام الدين الوحيد ذو الصفة التوحيدية في حينها [7].
فيما نجد أن موقف بعض مفسري القرآن الكريم يسير بشكل شبه مقارب للآراء السابقة. فالقرطبي على سبيل المثال علّق على هذه المسألة بقوله : (هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك، وهذا مثل قوله تعالى : (الذين قال لهم الناس) [ آل عمران: 173]. وقيل: إن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله)، وعاضد هذا القول النقاش، فقال : (لم يبق يهودي يقولها بل قد انقرضوا) [8]. ومن الأقوال المعاصرة، نستشهد مما ذكر في كتاب (تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم) للشيخ الطنطاوي، فيقول : (وقد ذكر المفسرون هنا أقوالاً متعددة في الأسباب التي حملت اليهود على أن يقولوا " عزير ابن الله " وأغلب هذه الأقوال لا يؤيدها عقل أو نقل، ولذا فقد ضربنا عنها صفحا.) متابعاً (وقد نسب - سبحانه - القول إلى جميع اليهود مع أن القائل بعضهم، لأن الذين لم يقولوا ذلك لم ينكروا على غيرهم قولهم، فكانوا مشاركين لهم في الإِثم والضلال، وفيما يترتب على ذلك من عقاب.) [9]. وبفضيلة الدكتور عبد الرحيم الشريف أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن ا1ا يقول انه بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول: (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ)[التوبة: 30]. أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي، فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ)[التوبة: 30]. وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصارى حول هذه النقطة. ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ)[التوبة: 30]. والكلام هنا يعود علي النصارى واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القارئ لكتب النصارى ما يؤيد زعمهم بأن المسيح ابن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه: [ 17: 3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ] حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل. بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا: 22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون إني أنا هو لم يقل المسيح نعم أنا ابن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول: (قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله). يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم. أما لفظة ابن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص آخر دعي بنفس اللقب ابن الله وهذا نجده في سفر الأيام الأول العدد 17: 11-14 حيث يقول الرب لداوود: [ ويكون متى كملت أيامك.. أني أقيم بعدك نسلك.. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ]. وهذا على سبيل المثال لا الحصر لإثبات أن كلا من اليهود والنصارى إنما يقولون هذا بأفواههم ولم تقله كتبهم ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخرى تبطل هذا الزعم. ثانيا: لا يوجد أي وجه لللاستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير ابن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا على سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام أعينهم لا زالت عالقة بقدمه لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولداً بل ونقول للنصارى هل يصعب تصديق هذا على من قتل ربكم بحسب زعمكم. ثالثا: يجهل النصارى أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآية وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآية الكريمة: [ قال ابن إسحاق: وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[التوبة: 30]. وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم أنصارى بأن المسيح ابن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخرى إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلى سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه: "كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".). ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير". وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدى كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصارى العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه. أما قوله تعالى في نهاية الآية: (ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ)[التوبة: 30]. فيشير الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى إنما يفترون على الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلى الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي. وأختتم الرد بقوله تعالي: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون) [يونس: 68].
[عدل] الضريح
يوجد ضريح النبي عزير في محافظة العمارة جنوب العراق.
[عدل] المصادر
1. ^ كتاب مدخل إلى الإسلام - لكاتبه ديفيد واينز، صفحة 27
2. ^ كتاب إسماعيل يوجه اسحق : مدخل إلى القرآن لقرّاء الكتاب المقدس - لكاتبه جون كالتنر
3. ^ الموسوعة اليهودية، صفحة 1108
4. ^ موسوعة القرآن، القرآن والمناظرات - للكاتبة كات زبيري
5. ^ الموسوعة اليهودية على الانترنت : مادة اليمن
6. ^ العهد القديم> سفر عزرا> الإصحاح السابع> الآية الأولى [1]
7. ^ كتاب القاعدة اليهودية للإسلام : الله والإسلام في التاريخ القديم - لكاتبه تشارلز توري، صفحة 72 [2]
8. ^ إسلام ويب - مركز الفتوى
9. ^ موقع التفسير
تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B1"
التصنيف: أنبياء ورسل بحسب المعتقد اليهودي